المنهج النحوي لتعليم اللغة العربية ( مادة تحليل النص العربي ) بجامعة سونن أمبيل الإسلامية الحكومية في كلية أصول الدين , شعبة العقيدة و الفلسفة
أ-
مقدمة
إن البحث في تعليم
اللغة العربية كلغة أجنبية من البحوث الواسعة التى تعددت المشكلات حولها عاما و
خاصا. يراعى و يعتني بها المستغرقون في مجال تعليمها فيصدرون النظام و الطرائق و
العناصر لتعليمها . وذلك يقصد به نيل السهولة عند إجراء التعليم و النجاح حسب
الأهداف الخاصة أو العامة , ومن العناصر
التي لا تستغنى عنها هي المنهج , لأنه أداة من الأدوات المهمة في نجاح تعليم ما ,
و لعلاج مشكلاته ,كصعوبة المعلم في تقديم التعليم الجيد , و عدم وضوح أداء المواد الصحيحة و تناسبها
بالمنهج . وهذه كلها مما تؤدي إلى إثبات المنهج كأمر ضروري في أساس التعليم كما
أشار إليها عمر هماليك أن هذه القضية تحتاج إلى تطوير المنهج .
ب-
البحث
1.
المقال
عن المنهج و ما يدور حوله من أقوال اللغوين
المنهج في التعليم
السبيل المنير في تقديم المواد الدراسية و الطريقة للحصول على التقويم الجيد آخر
التعليم كأنه المادة المستقلة من خصائص التعليم يلاحظ به المعلم خارج حجرة الدرس
اعنتاءا من الأخطاء في تقديم المادة الخاصة
أو عدم وضوح الأهداف , ومع هذا تعددت المصطلحات بين أفواه العلماء العالمين
المربين نورده كما يلي :
أ-
المنهج
هو الأساس الذى تسير على مقتضاه حركة التفكير في علم ما.[1]
ب-
المنهج
هو الطريقة أو مجموعة الاجراءات التى تتخد للزصزل إلى شئ محدد أو الطريق الواضح أو
الخطة المرسومة .[2]
ت-
المنهج
هو طائفة من القواعدالعامة المصرغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم .[3]
ث-
الأصل
الثلاثي لكلمة " المنهج " هو " نهج " و يقال نهج محمد نهجا أي
أبانه و أوضحه , و النهج أيضا بمعنى الطريق أو السلوك , و قد فرق رشدي أحمد طعيمة
معنى المنهج القيدم و الحديث , فيرى أن مفهوم المنهج قديما المقرر الدراسي syllabus الذي يقدم
للطلاب في مادة معينة و ينقسم إلى أنواع كمقرر لدرس جغرافيا و التاريخ و الرياضيات
و غيرها من المواد التى تعلمها الطلاب . و يترتب الأخذ بهذا المفهوم فترة طويلة من
الزمن عدة أمور من أهمها :
ü
توجيه
العناية إلى النشاط العقلي و الجانب معرفي فقط
ü
الفصل
بين المواد الدراسية بعضها بعضا
ü
قصر
مهمة المعلم على تلقين المعلومات و قيامه بالدور الأكبر في العملية التعليمية كلغة
ثانية و في هذا المفهوم يقتصر معنى المنهج على تزويد الطلاب بمجموعة من المعارف و
المعلومات الخاصة باللغة .
و يقصد بمنهج
تعليم العربية كلغة ثانية تنظيم معين يتم عن طريقه تزويد الطلاب بمجموعة من
الخبرات المعرفية و الوجدانية و النفسية حركية التى تمكنهم الاتصال بالغة العربية
التى تختلف عن لغاتهم و تمكنهم من فهم ثقافتها و ممارسة أوجه النشاط اللازمة داخل
المعهد التعليمي أو خارجه و ذلك تحت إشراف المعهد [4].
2.
أنواع
مناهج اللغة العربية
ابتداء من أهمية
تنظيم المواد الدراسية بأي من الأشكال و الأساليب التى يراد بها وصول الهدف
التعليمي خاصة تعليم أنواع مهارت اللغة الأربع صدرت أنواع المناهج من أيدي العلماء
نذكر بعضها من دون الالتفات إليها شرحا و
تبيانا إلا أننا نبحث واحدا منها مركزا كما يلى :
أ-
المنهج
النحوي
يركز هذا
المنهج في تعليم اللغة العربية اعتناء من القواعد و تحديد المعنى و التراكيب و يرى
أن لكل شكل يؤثر المعنى و لكل تركيب معان معينة .
ب-
منهج
المواقف
يعد هذا
المنهج كمحاولة لتطوير المنهج النحوي بدلا من تدريس الجملة من فراغ يتم تقديمها في
مواقف يؤديها المعلم , كأن يأتي بعض الحركات وهو يتكلم , كأن يفتح الباب و هو يقول
: الباب مفتوح , و لا يلم ماهية القاعدة بل يفيد الجملة بالتمثيل فقط [5].
ت-
منهج
الفكرة
هذا المنهج
يفصل بين دوري المنهجين السابقين ( النحوي و الموقف ) و يعتمد على ترتيب السياق و
مفهومه , إذ كانت عملية المنهج النحوي تسأل عما تضمنته الجملة أو التراكيب من المعانى بفهم الصيغ و الأشكال و الموقف يطلب
تمثيل الجملة باعتبار أن اللغة ظاهرة اجتماعية , فيسأل هذا المنهج عن انتقال
المعنى من الجملة و يعتمد على السياق و قدة اتصالية .
ث-
المنهج
متعدد الأبعاد
يستند هذا
المنهج إلى أربع خطط أو مقررات دراسية وهي
: المقرر اللغوي و المقرر الثقفي و المقرر الاتصالي و المقرر العام لتعليم اللغة
.
3.
المنهج
النحوي و تحليل النص العربي في كلية أصول الدين
يقصد بالمنهج النحوي
تقديم المحتوى اللغوي في شكل محاور عامة تدور حول موضوعات القواعد استنادا إلى
منطقين مؤدي أولههما : أن اللغة نظام , والنظام يشتمل على مجموعة من القواعد التى
لو تعلمها الفرد لقدر على استخدام اللغة . و مؤدى الثاني : أن لكل معنى تركيبا
لغويا يناسبه و كل التراكيب المختلفة تنقل معاني معينة تيسر للإنسان الاتصال
باللغة . و أريد في هذا المنهج عند إجرائه تحديد المعانى التى يريد الفرد التعبير
عنها , ثم تحديد التراكيب اللغوية التى تعطي المعنى المفيد , ثم اختيار الموضوعات النحوية
التى تنتمي لها هذه التراكيب , ثم ترتيب هذا كله في شكل منطيقي يتمشى مع موضوعات
النحو فيقدم ما يعتبر شرطا لازما لغيره . فإذا
نريد أن تعليم الطالب جملة : " الله موحود " أصبح لازما علينا أن نعلمه
المبتدأ و الخبر . و إذا نريد أن نحلل و نحدد التركيب في جملة : " أعددت
الدرس إعدادا جيدا " فلا يبعد عن قولنا من مبحث الفعل و الفاعل و المفعول به
و المفعول ال مطلق . و يتميز هذا المنهج بعدة مصطلحات منها :
ü
أنماط
الجملة : وهي البيان عن كل جملة يريد المعلم تعليمه عبر من حيث المعنى كـ جملة
تعجبية و استفهامية و طلبية و غيرها .
ü
موضوعات
النحو : و يقصد بها المفاهيم النحوية من شرح التراكيب في أبواب كـ باب المبتدأ و
الخبر , و المفعول به و التمييز و غيره .
ü
التركيب
اللغوي : وهي تحليل التراكيب في جمل تناسب بابا من موضوعات النحو بأن نقول في
تركيب هذه الجملة : فعل + فاعل + مفعول به .
و أما تحليل
النص العربي في كلية أصول الدين فهي مادة مستقلة تلقى للطلبة في المستوى السادس , و
هذه المادة تراعى كفاية الطالب في معرفة النصوص العربية التى في محتواها العقائد
الدينية و علم الكلام و الفلسفة الإسلامية لكي يفهموا تعاليم العقائد و الفلسفة
الإسلامية و ما في شمولها من التواريخ و المبادئ من أصل اللغة التى تصدر الكتب و
ذلك من خلال تحليل النصوص و ترجمتها حتى لا يستغنوا من المقررات أو الكتب المترجمة
, و تختص هذه المادة فعلا للدارسين الذين يقدرون على قراءة القرآن الكريم و الذين
لديهم خبرة التعلم في القواعد من قبل و الذين يصاحبون الألفاظ العربية في حياتهم
حيث مارسوا على استماع الكلمات العربية أو قراءة الكتب العربية رغم أنهم لا
يفهمونها إلا في جزء ضئيل , إذ أن أن هذه المادة لا تأتي من فراغ معرفة الدارس من
قبل و لا يعالج القواعد من حيث التعريفات حسب الأبواب النحوية بل يعالج تطبيق
القواعد و إجرائها إلا أن الظروف أحيانا تطلب من تحليل القواعد كما هو في تعليمها ,
و ذلك عناية من قدرات الطلبة المختلفة فبعضهم من يسبقه الخبرة التعلمية في القواعد
و بعضهم مقتصدون و الآخر من ليس لهم قدرة في هذا المجال البتة .
4.
طريقة
القواعد و الترجمة الطريقة المستخدمة لإلقاء هذه المادة
تعد طريقة القواعد و
الترجمة من أنسب الطرائق للمنهج النحوي [6]و
هي طريقة تقليدية قديمة تستعمل قديما في تدريس لغات ذات حضارات قديمة في الصين و
الهند و اليونان و أوروبا حيث نقلت اللغتان اليونانية و اللاتينية التراث الإنساني
المكتوب بلغات شتى إلى العالم الغربي[7]
, وبعد توثق العلاقات بين مختلف البلاد الأوروبية , شعر أهلها بالحاجة إلى تعلم
هاتين اللغتين , و اتبع في ذلك الأساليب التى كانت شائعة في تدريس اللغات الثانية
في العصور الوسطى في البلاد الأوروبية [8].
و يرى جاك رتشادز أن هذه الطريقة من نتاج العقلية الالمانية .[9]
وقد سميت بطريقة القواعد و الترجمة لأنها
تهتم بتدريس القواعد و تعتمد على الترجمة من اللغة الأم و تعتبر أن تدريس القواعد
غايتها في ذاتها و كان الهدف الرئيس من هذه الطريقة تمكين الدارسين من قراءة
النصوص المكتوبة بها و تنمية الملكات الذهنية مع القدرة على الترجمة من اللغة
الهدف و ذلك على طريقة فهم القواعد بالحفظ[10]
.
و هذه الطريقة بما
فيها من أهدافها الخاصة تجري لإلقاء مادة تحليل النص العربي في كلية أصول الدين و
تعد أنها أنسب الطرائق مع هذا المنهج المتبع من دون التفات إلى نقصانها بإلمام تام
فيقدم المعلم بعض النصوص العربية مع الموضوعات إلى جميع الطلبة و يعطى لهم لتعلم
تلك النصوص فرصة خارج حجرة الدرس , و في كل المقابلات يبدأ الدرس الجديد بنص قرائي
يأمر المعلم أحد الطلاب لقراءته على دوره , و من خلال هذه القراءة يلاحظ الآخرون
النص و يحاولون فهمه ترجمته ثم يقرأ المعلم بنفسه , أو يطلب من أحد الطلاب
النابهين القراءة الجهرية , وهذه اللحظة دور التصويب و التصحيح من الأخطاء السابقة
و يطلب من الترجمة تحليل النص من كل العبارات و المفردات إلى اللغة الأم .
ج - تقويم المنهج و
الطريقة
في ضوء ما سبق ,
يتبين أن عيب هذا المنهج و طريقته أكثر من مزاياه بيد أن هذه العيوب لا تعنى
بالضرورة عدم الاستفدة منها في حالات و مواقف معينة . ومن مزاياه :
Ø
فإن
التركيز على القواعد قديفيد من هم في المراحل المتقدمة من دراسة اللغة , و قد يكون
هذا المنهج مهم للمتخصصين في اللغويات أو في تعليم اللغات الأجنبية و الثقافات .
Ø
يفيد
هذا المنهج و طريقته عندما تكون الحاجة ماسة تعلم المفردات و الجمل لأغراض خاصة ,
سواء أكانت هذه الأغراض دينية أم علمية أم سياسية .
Ø
يستفاد
من هذا المنهج و طريقته في حالة التعلم الذاتي , ز بخاصة عندما يكون المتعلم بعيدا
عن الناطقين باللغة الهدف حيث لا مجال لتلقى الحديث مع الآخرين باللغة الهدف .
و أما من
عيوبها التى نلاحظها من حيث الظروف و خاصائص الدارسين و النتيجة من الوظائف فنورده
تنظيما على الاختصار فيما يلي :
Ø
الاعتماد
على القواعد و الترجمة و قلة الاهتمام بالمهارات اللغوية الأخرى , غالبا ما يؤدي
إلى صعوبة الفهم و تأخر الحديث باللغة الهدف و ربما يقود الدارس إلى الإحباط و
التساؤم .
Ø
الدارس
الذى تعلم بهذا المنهج غالبا ما يصعب عليه إنتاج جمل سليمة و طبعية , لأنه تعلم
اللغة على طريقة نحوية متكلفة .
Ø
و
الطريقة على هذا المنهج تتوقع أن موقف الطالب داخل الفصل سلبي , يتلقى الشرح و
الإملاء , فيكتب و يترجم و يعيش في جو محاط بالتوتر و الخوف و العنت , و ذلك مما
يؤدي إلى تدني المستوى و التساؤم .
Ø
الاعتماد
على ما يقدم في حجرة الدراسة , و عدم الاختلاط بأهل اللغة أو سماع اللغة و رؤيتها
من خلال الأفلام , هو سمة هذه الطريقة , و هذا خلل في الدخل اللغوي , و خاصة إذا
عرفنا أن الشرح يتم باللغة الأم .
قائمة
المراجع
عبد
العزيز بن إبراهيم العصيلي , طرائق تدريس اللغة العربية للناطقن بلغات أخرى , 2002
رشدي
أحمد طعيمة , تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها,1989
عبد
الموجود , طرق تدريس الغة العربية , مجهول
السنة
رتشادز
, مذاهب و طرائق في تعليم اللغات, مجهول
السنة
ديوي
حميدة , منهج اللغة العربية للمدارس الإسلامية , جامعة مولانا مالك إبراهيم , 2011
عبد الدايم , محمد
عبد العزيز , النظرية اللغوية في التراث العربي ,
القاهرة , دار السلام , 2006
خلف . عادل , اللغة و
البحث اللغوي , القاهرة , مكتبة الآداب , 1994
0 komentar:
Posting Komentar